Back to Home العربية
NYU Pathfinders logo
التحويلات النقدية المشروطة: البرازيل

"الإعانات الأسرية" هو أكبر برنامج للتحويلات النقدية المشروطة في البرازيل يسعى إلى كسر حلقة الفقر المتوارثة بين الأجيال

4 يونيو 2023
تأليف: بولا سيفيلا نونيز
مركز جامعة نيويورك للتعاون الدولي

يسعى برنامج التحويلات النقدية المشروطة Bolsa Familia في البرازيل إلى كسر حلقة الفقر المتوارثة بين الأجيال من خلال توفير التحويلات النقدية وتعزيز فرص الحصول على التعليم والصحة للأسر المنخفضة الدخل.1 ويوفر البرنامج الوطني، الذي أطلق في عام 2003 لمعالجة التشتت في برامج التحويلات النقدية الاتحادية،2 تحويلات نقدية شهرية للأسر التي تعاني من الفقر والفقر المدقع والتي تمثل زهاء 25 في المائة من السكان في البرازيل .3 ونجح البرنامج حتى عام 2021 في تحسين نتائج التعليم والصحة لدى المستفيدين منه، وخفض مستويات الفقر وعدم المساواة في البلد. كما حظي البرنامج بالإشادة لفعاليته من حيث التكلفة.

برنامج “الإعانات الأسرية” (Bolsa Família – PBF) هو برنامج اتحادي للتحويلات النقدية المشروطة تتولى مسؤوليته وزارة التنمية الاجتماعية.4 ويستهدف البرنامج الأسر التي تعاني من الفقر؛ حيث يُحسب خط الفقر على أنه يمثل ربع الحد الأدنى للأجور للفرد في حالة الفقر ونصف الحد الأدنى للأجور للفرد في حالة الفقر المدقع.5 وتعطى الأولوية، من بين الأسر المؤهلة، لمجموعات معينة ولا سيما مجموعات أبناء الشعوب الأصلية وأبناء المنحدرين من أصل أفريقي.6

وتصبح أي أسرة يقل دخلها عن العتبات المحددة مؤهلةً تلقائياً للاستفادة فور تسجيلها في السجل الوحيد.7 وبعد إجراء مسوح عن تكوين الأسرة، وتعليمها، وعمالتها، ودخلها، وحصولها على الخدمات، والنفقات الشهرية، يحدد موظفو وزارة التنمية الاجتماعية مبلغ التحويلات الشهرية المخصص لها.8 ويمكن للأسر الحصول على ما يصل إلى أربعة أنواع من الإعانات:

  • الإعانة الأساسية (77 ريالاً برازيلياً)، وهي مخصصة حصرياً للأسر التي تعيش في فقر مدقع؛
  • الإعانة المتغيرة (35 ريالاً برازيلياً)، وهي مخصصة للأسر التي لديها حوامل أو مرضعات و/أو أطفال حتى سن 15 عاماً (لغاية خمسة إعانات لكل أسرة)؛
  • الإعانة المتغيرة للشباب (42 ريالاً برازيلياً)، وهي مخصصة للأسر التي لديها شباب تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً (لغاية إعانتين لكل أسرة)؛
  • إعانة التغلب على الفقر المدقع (مبالغ متغيرة)، للأسر التي تعيش دون خط الفقر المدقع حتى بعد تلقيها التحويلات.

وتشمل شروط الحصول على التحويلات الالتحاق بالمدارس والمواظبة على الحضور فيها، وكذلك تلقي الأطفال والأمهات للتطعيمات المناسبة وقيامهم بالفحوصات الصحية المنتظمة.9 ويؤدي عدم الامتثال أولاً إلى إخطار المستفيد من الإعانة، تعليقها، ثم وقفها، ثم إلغائها.10 ويمكن للمستفيدين أيضاً الوصول إلى البرامج المجانية التي تقدمها بلدياتهم في مجال التدريب المهني، والتعليم، والقروض الصغيرة. ويسمح مبدأ “العائد المضمون” بإدراج الأسر التي تتجاوز عتبة الدخل في البرنامج إذا ساء وضعها الاقتصادي في الأشهر الستة والثلاثين التالية.11

التنفيذ

أنشأت الحكومة الاتحادية برنامج الإعانات الأسرية في عام 2003 وكرسته في القانون في عام 2004 12 سعياً منها لتوحيد العديد من برامج التحويلات النقدية المشروطة.13 وفي عام 2011، أُدمج البرنامج في “خطة البرازيل بلا فقر”، مع توفير موارد مالية إضافية للولايات لدعم دخل الأسر التي لا تزال تعاني من الفقر المدقع.14

وبحلول عام 2014، وصل برنامج الإعانات الأسرية إلى 14 مليون أسرة (تمثل 25 في المائة من سكان البرازيل) تلقت في المتوسط مبلغاً شهرياً قدره 169 ريالاً برازيلياً (نحو 74 دولاراً أمريكياً).15 وتم توسيع البرنامج خلال جائحة كوفيد-19، في إطار “المساعدة الطارئة”، ليشمل 1.2 مليون أسرة إضافية. وارتفع المبلغ الذي ستتلقاه الأسر إلى ما يصل إلى 600 ريال برازيلي.16 وأُعلن في تشرين الأول/أكتوبر 2021 عن استبداله ببرنامج “المعونة البرازيلية” (Auxílio Brasil) الذي كان يهدف إلى مضاعفة مبلغ المدفوعات وزيادة التغطية.17

التكلفة

بلغ متوسط تكلفة برنامج الإعانات الأسرية ما بين 0.4 و0.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، الذي كان في عام 2018 يبلغ 30 مليار ريال برازيلي (8.21 مليار دولار أمريكي).18

التقييم

مع أن برنامج الإعانات الأسرية ليس أول برنامج للتحويلات النقدية المشروطة في منطقة أمريكا اللاتينية، فإنه الأكبر من حيث التغطية.19 ففي سنواته العشر الأولى، كان السبب في 16 إلى 21 في المائة من مجموع الانخفاض في عدم المساواة.20 وفي عام 2017، تحقق بفضل تحويلاته انخفاض بنحو 15 في المائة في عدد الفقراء و25 في المائة في عدد الفقراء المدقعين.21 كما حقق البرنامج أثره الأكبر في أفقر مناطق البلد وساهم في الحد من أوجه عدم المساواة الإقليمية.22

وقد ارتبط برنامج الإعانات الأسرية بانخفاض معدلات وفيات الرُّضع، وانخفاض معدلات الولادات المبكرة، وزيادة معدلات حضور الشباب في المدارس،23 وزيادة إمكانية الحصول على فرص العمل النظامي.24 كما أنه يُعتبر أكثر فعالية من حيث التكلفة من برامج المساعدة الاجتماعية الأخرى، حيث يظهر آثاراً مضاعفة أكبر. وقد ربطت الدراسات بين نمو قدره 1.78 ريالاً برازيلياً في الناتج المحلي الإجمالي لكل ريال برازيلي واحد مستثمر في البرنامج.25 وقد استمرت شعبيته على مدى إدارات عدة، مع خضوعه لإصلاحات مثل برنامج “المعونة البرازيلية” سعياً إلى زيادة تغطيته.

ولا يزال البرنامج يواجه بعض الانتقادات. فعلى سبيل المثال، إن عدم إمكانية وصول أسر الشعوب الأصلية إلى مرافق الصحة والتعليم في المناطق الريفية يجعل من الصعب عليها الامتثال للشروط، كما يواجه مَن يعيشون في مناطق نائية بعيدة عن المناطق الحضرية تحديات في تلقي التحويلات.26

معلومات إضافية

ارتفعت عتبة الفقر المدقع من 50 ريالاً برازيلياً شهرياً في عام 2004 إلى 77 ريالاً برازيلياً في عام 2014.

وتمكن برنامج الإعانات الأسرية أيضاً من التغلب على التحيز. وشملت بعض الانتقادات مخاوف من أن البرنامج سيشجع الأسر على إنجاب المزيد من الأطفال ويثنيها عن البحث عن عمل، إضافة إلى مخاوف من أنها لن تستخدم الأموال “بشكل مناسب”. وقد أثبتت الدراسات عكس ذلك: فقد شهدت الأسر المستفيدة من البرنامج نفس الاتجاه التنازلي في عدد أفرادها مقارنة ببقية الأسر في البلد، وظل العاملون المستفيدون منه يعملون، وأُنفقت معظم تحويلاته النقدية على الأغذية.27

Photo: Bolsa Família,” © Jefferson Rudy/Agência Senado
المراجع

وسوم