Back to Home العربية
NYU Pathfinders logo
الدعم الغذائي للنساء والأطفال: مصر

"أول 1,000 يوم": الدعم الغذائي للأمهات والأطفال في مصر (2017- مستمر)

2 مايو 2024
تأليف: رباب حطيط
الإسكوا

تأسس برنامج برنامج أول 1,000 يوم في عام 2017، وهو برنامج غذائي وصحي يستهدف الحوامل والمرضعات والأطفال حتى سن الثانية. يستفيد من البرنامج متلقو برامج المساعدة الاجتماعية، مثل تكافل وكرامة، برنامج التحويلات النقدية الذي تديره وزارة التضامن الاجتماعي. يقدم برنامج أول 1,000 يوم المزيد من التحويلات النقدية ودورات توعية بالمسائل الغذائية، ويهدف إلى الحد من انتشار فقر الدم بين النساء في عمر الإنجاب، والوقاية من توقّف نمو الأطفال دون سن الخامسة. ونظراً لأهمية أول 1,000 يوم من حياة الطفل في نموه النفسي والاجتماعي، يرمي البرنامج أيضاً إلى تقليص فجوة عدم المساواة في النواتج التي تظهر في أوائل سنوات حياته.

في عام 2011، طال انعدام الأمن الغذائي 40 في المائة من سكان البلد، ووفقاً لبحث الدخل والإنفاق والاستهلاك (أبحاث ميزانية الأسرة) لسنة 2012-2013، بلغت نسبة إنفاق الفئة العشرية الأدنى من سلم الدخل على الطعام والشراب حوالي 49 في المائة من دخلها، ما أجبر الأسر من هذه الفئة على اتباع آليات تكيّف سلبية، والاعتماد على أغذية بقيمة غذائية أقل. 1 وبيّنت النتائج أيضاً أن النظام الغذائي لحوالي 35 في المائة من الأفراد كان منخفض الجودة، ويتألف غالباً من حبوب وأغذية رخيصة الثمن ومتدنية النوعيّة.

ونتيجة لمحدودية الحصول على الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية، ولا سيما بالنسبة إلى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة، أبلغت مصر عن انتشار فقر الدم بنسبة 30 في المائة في عام 2014، مؤثّراً بشكل سلبي على الأمّهات والرضع.2 والنساء المصابات بفقر الدم أكثر عرضة لأن يلدن أطفالاً دون الوزن الطبيعي، ما يزيد احتمال إصابة الطفل بالتقزم أو الهزال اللذين يخلفان آثاراً مدى الحياة في نمو الفرد. وفي عام 2014، بلغت نسبة الأطفال المصابين بالتقزم (أي الذين تقل أطوالهم عن متوسط الطول المتوقع لأعمارهم) 22 في المائة، في حين بلغت نسبة الأطفال المصابين بالهزال (أي الذين يقل وزنهم عن الوزن المناسب لطولهم) 10 في المائة. 3

ولأول 1,000 يوم من حياة الطفل أهمية حاسمة في نمو دماغه وجسمه ونظامه المناعي. وكثيراً ما يؤدي سوء التغذية في هذه المرحلة إلى التقزّم، وهو حالة لا رجعة عنها، تضر بصحة الطفل، وأدائه الأكاديمي، وإنتاجيته في المستقبل بعد البلوغ. ولتخفيف آثار سوء التغذية على الأطفال الصغار، التي قد تدوم مدى العمر، أطلقت الحكومة المصرية برنامج أول 1,000 يوم في عام 2017، واستهدفت به النساء الحوامل والمرضعات، والأطفال الرضّع حتى سن السنتين. يتألف البرنامج من مكوّنين:

  1. تتلقى النساء الحوامل والمرضعات المسجّلات في برنامج تكافل وكرامة دعماً مالياً يتوزّع في شكل قسائم للأغذية قيمتها 80 جنيهاً مصرياً (6 دولار أمريكي). وجرت مراجعة هذه القيمة لاحقاً، وزيدت إلى 111 جنيهاً مصرياً (8 دولار أمريكي) في شكل بطاقات لتوزيع الأغذية المدعومة التي يمكن الحصول عليها عند بائعين معيّنين.
  2. تتلقى الأمهات دعماً تعليمياً يهدف إلى التأكيد على أهمية توفير الوجبات ذات القيمة الغذائيّة العالية لأسرهن، وتزويدهن بالمعرفة اللازمة لذلك. يهدف هذا المكوّن إلى استبدال العادات الغذائية المحلية التي تساهم في ضعف التنوع الغذائي بأخرى صحيّة.

التنفيذ

أُطلق برنامج أول 1,000 يوم في تشرين الأول/أكتوبر 2017 في ثلاث محافظات، هي سوهاج، وأسيوط، وقنا. وأطلقت، في الوقت ذاته حملة توعية قام في إطارها عاملون اجتماعيون مدرّبون بزيارات منزلية للمستفيدين من برنامج تكافل وكرامة للترويج للمشروع وتشجيع النساء الحوامل والمرضعات على التسجيل في المراكز الصحية المحلية.
كان تقديم القسائم الغذائية، عند إطلاق البرنامج، مشروطاً بإجراء النساء المرضعات والحوامل لفحوص دورية ودورات توعية بالمسائل الغذائية. لكن، في عام 2019، أدت ضائقة في التمويل إلى تعليق توزيع القسائم الغذائية والاكتفاء بدورات التوعية. وفي عام 2020، أدرج البرنامج ضمن الاستجابة الطارئة لجائحة كوفيد-19، وأعيد له التمويل، وخُصّصت الدفعات إلكترونياً في إطار إصلاح أوسع لاعتماد سبل الدفع الإلكتروني في برنامج تكافل وكرامة. وألغيت أيضاً الشروط للحد من خطر انتشار فيروس كوفيد-19 في المراكز الصحية، واستبدلت القسائم الغذائية بتحويلات نقدية مباشرة، بعد أن زيدت قيمتها إلى 200 جنيه مصري (13 دولار)، ووُسّع نطاق التغطية بالبرنامج ليشمل 27 محافظة.
في عام 2021، قدّم برنامج الأغذية العالمي التدريب لـ 400 عامل في الرعاية الصحية من وزارة الصحة والسكان لتحسين رصد النمو، والدعم بالمغذيات الدقيقة، والرعاية قبل الولادة، والخدمات الاستشارية المتصلة بمسائل التغذية. وتلقى ألف موظف آخر من وزارة التضامن الاجتماعي التدريب في الاستشارات الصحية والتغذوية في عام 2022 للترويج لاستخدام خدمات الرعاية الصحية الأولية. 4

في أول سنة من العمل بالبرنامج (2018)، بلغ عدد المستفيدين من القسائم الغذائية 29,673. أما في عام 2019، فحالت الضائقة في التمويل إلى عدم استفادة أحد.5 وبعد إعادة العمل بالبرنامج في عام 2020، بلغ عدد المستفيدين من التحويلات النقدية 40,548 في إطار الاستجابة الأوسع لجائحة كوفيد-19. وفي عام 2021 بلغ عدد المستفيدين من التحويلات النقدية 26,253، 6 ثم ارتفع إلى 29,000 في عام 2022. 7 وخلال الفترة 2018-2022، قدّم عاملون اجتماعيّون مدرّبون استشارات صحية وغذائية إلى 4.8 مليون امرأة حامل أو مرضعة.8

الكلفة

في عامي 2018 و2019، حصل برنامج أول 1,000 يوم على تمويل في إطار مبادرة مقايضة الديون بين ألمانيا ومصر، بلغت قيمته 592,175 دولار. تجدر الإشارة إلى أن مقايضة الديون بين ألمانيا ومصر هي ترتيب يعفي مصر من تسديد ديون بقيمة 54 مليون دولار تستخدم بدلاً من ذلك في تمويل تحوّل البلد إلى الطاقة الخضراء.
وفي عامي 2020 و2021، موّلت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية البرنامج بما مجموعه 9,676,246 دولار.9

التقييم

أجرى برنامج الغذاء العالمي تقييماً للبرنامج في عام 2022، أكد في إطاره المستفيدون الذين جرت مقابلتهم على أن المساعدة لبت احتياجاتهم، وأن دورات التوعية الصحية والغذائيّة كانت في محلها، إذ علّمتهم كيفية استخدام الأطعمة ذات القيمة الغذائيّة العالية، والعناية بالنظافة الشخصية لأطفالهم.10
ورغم فعالية هذه السياسة، لا تزال مصاعب جمة تحول دون الوصول إلى جميع النساء الحوامل والمرضعات نتيجة الافتقار إلى بيانات مفصّلة عن النساء الحوامل والأطفال دون سن الثانية. ونظراً لطول عملية التسجيل في برنامج تكافل وكرامة (الذي يعمل في إطاره برنامج أول ألف يوم)، يُحتمل إغفال نساء حوامل ومرضعات وأطفال رضّع نتيجة التأخّر في رصدهم. وبالنتيجة، ستتأثّر فعالية العمل على الحد من انتشار فقر الدم. وعلى الرغم من ذلك، انخفضت نسبة النساء في سن الإنجاب المصابات بفقر الدم من 30 في المائة في عام 2014 إلى 28 في المائة في عام 2019 (وهو آخر عام تتوفر عنه البيانات). وفي الوقت نفسه، تشير تقديرات البنك الدولي واليونيسف إلى تراجع مطّرد في نسب تقزّم الأطفال، من 23 في المائة في عام 2014 إلى 20 في المائة في عام 2022.
وتجدر الإشارة إلى أنّ دمج هذا البرنامج في تكافل وكرامة كان سبباً مساعداً على استدامته.11
يشكّل اعتماد الحكومة المصرية لبرنامج أول 1,000 يوم، في إطار توسعة شبكة الحماية الاجتماعية المتوفرة، خطوةً هامة نحو الحد من أوجه عدم المساواة، رغم أن البرنامج يستهدف الأمهات والأطفال الرضع تحديداً. يشجّع البرنامج على التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، لأنّ الأطفال الأصحاء، إذا ما تلقّوا تغذية جيدة، كبروا وأصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع، قادرين على كسر دورة الفقر.

Vegetable Market in Luxor, Egypt. ©Adobe Stock/Astrid
المراجع

وسوم