Back to Home العربية
NYU Pathfinders logo
دعم الدخل الأسري في حالات الطوارئ: الأرجنتين

برنامج "دعم الدخل الأسري في حالات الطوارئ" في الأرجنتين يُخفّف من عدم المساواة والفقر خلال جائحة كوفيد-19

6 يونيو 2023
تأليف: لورا ماريا روخاس موراليس

أُطلق برنامج “دعم الدخل الأسري في حالات الطوارئ” الأرجنتين (IFE) في آذار/مارس 2020 لتعويض الأفراد الذين انخفض دخلهم بشدة أو فُقد تماماً جراء جائحة كوفيد 19، وحمايتهم.1 وقدم البرنامج تحويلات نقدية إلى العاطلين عن العمل، والعاملين لحسابهم الخاص من الفئات المنخفضة الدخل، والعمال المنزليين. وبحلول تشرين الأول/أكتوبر 2020، كان قد تلقى التحويلات ما يقرب من تسعة ملايين شخص. وعمل البرنامج بصورة فعالة على لجم تفاقم الفقر وعدم المساواة أثناء الجائحة.

انطوت جائحة كوفيد-19 والتدابير الصحية التي اتخذتها الحكومة لاحتواء انتشارها على تكاليف اقتصادية كبيرة. وتم تعليق الأنشطة الإنتاجية وارتفعت مستويات البطالة والفقر.2 فقد شهدت الأرجنتين أثناء الجائحة ارتفاع معدل البطالة إلى 13.1 في المائة في عام 2020، عن مستواه البالغ 10.5 في المائة في العام السابق،3 وانخفاض الدخل لدى 41 في المائة من الأسر بسبب تقليص ساعات العمل،4 وانكماش حجم المبيعات، وتسريح العمال.5 وقد جاءت الجائحة في خضم أزمة اقتصادية في الأرجنتين، التي كانت قبل تفشيها، تعاني بالفعل من تزايد البطالة، وارتفاع التضخم، وانكماش الاقتصاد.6

وواجهت أُسَر كثيرة، ولا سيما التي ليس لديها مدخرات كبيرة، صعوبات في الحصول على وسائل اقتصادية كافية للعيش.7 وكانت الفئات الأشد تضرراً من الظروف هي النساء والشباب وغيرها من الفئات المنخفضة الدخل، والعمال غير النظاميين ممن يكسبون على الأرجح أجوراً أقل والذين لم يكن العمل عن بُعد خياراً لهم.8

وهدف برنامج دعم الدخل الأسري في حالات الطوارئ إلى تعويض الأشخاص الذين انخفض دخلهم بشدة أو فُقد تماماً بسبب جائحة كوفيد-19 9وتوفير الإغاثة الاقتصادية الفورية لهم . ويتألف البرنامج من ثلاثة تحويلات نقدية بقيمة 10,000 بيسو أرجنتيني (نحو 148 دولاراً أمريكياً) تُمنح لأحد أفراد الأسرة. وصُرفت الدفعة الأولى في نيسان/أبريل 2020، والثانية في حزيران/يونيو 2020، والثالثة في تموز/يوليو من العام نفسه. ولكي يكون الشخص مؤهلاً، يجب أن يتراوح عمره بين 18 و65 عاما، وأن يكون عاطلاً عن العمل، أو عاملاً لحسابه الخاص في الفئات المنخفضة الدخل، أو عاملاً منزلياً.10

التنفيذ

أُطلق برنامج دعم الدخل الأسري في حالات الطوارئ في نيسان/أبريل 2020 بموجب مرسوم رئاسي (المرسوم رقم 310 لعام 2020) وكان من المفترض في الأصل أن يكون دفعة لمرة واحدة بقيمة 10,000 بيسو أرجنتيني (نحو 148 دولاراً أمريكياً). غير أن حجم الطلب وعدد الأشخاص المسجلين فاق بكثير توقعات الحكومة في البداية. ولذا تم تمديد المواعيد النهائية للتسجيل، ونص مرسومان إضافيان على دفعتين جديدتين في حزيران/يونيو وآب/أغسطس2020 .11

وسمحت الحكومة للأسر وللأفراد بتقديم طلبات للحصول على التحويلات النقدية، مما يسّر تنفيذ البرنامج بفعّالية. 12 وفي المرحلة الأولى، تلقى 2.4 مليون شخص التحويلات تلقائياً لأنهم كانوا مستفيدين سابقين من الإعانات الأخرى التي تقدمها الدولة.13 وتولّت “الإدارة الوطنية للضمان الاجتماعي” مسؤولية تلقي الطلبات وتقييمها.

وتم تنفيذ البرنامج جنباً إلى جنب مع تدابير الحماية الاجتماعية الأخرى، مثل التأمين ضد البطالة وحماية العمال النظاميين.14 وقامت الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 بإنهاء أنشطة البرنامج، تزامناً مع تخفيف تدابير الحَجر الصحي والتعافي الاقتصادي التدريجي.15 كما أعلنت الحكومة في الوقت نفسه عن تدابير لتعزيز برامج الحماية الاجتماعية الأخرى ، مثل علاوة الأطفال الشاملة.1617

التكلفة

قُدرت تكلفة البرنامج، الممول من الخزانة الوطنية الأرجنتينية، بأكثر من 265,000 مليون بيسو أرجنتيني (نحو 12.2 مليون دولار أمريكي)،18 وهو يمثل نحو 1.14 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للأرجنتين.19

التقييم

استفاد تسعة ملايين شخص من تحويلات برنامج دعم الدخل الأسري في حالات الطوارئ.20 وكان 56 في المائة من المستفيدين من النساء، و44 في المائة من الرجال. وكانت أغلبية المستفيدين من العاطلين عن العمل والعمال غير النظاميين ذوي الدخل المنخفض (62 في المائة) وسكان منطقة العاصمة بوينس آيرس الكبرى ومقاطعتها (40 في المائة).21 وأظهرت الدراسات أن البرنامج أسهم بصورة فعالة في التخفيف من آثار الجائحة على صعيد الفقر وعدم المساواة في الدخل. ويشير الباحث ليوناردو كالكانيو إلى أن 1.4 مليون شخص كانوا سيعانون من الفقر و2.8 مليون شخص كانوا سيعانون من الفقر المدقع لو لم يستفيدوا من البرنامج.22 ولو لم ينفَّذ البرنامج لكان الفقر قد ارتفع على المستوى الوطني من نحو 36 في المائة إلى 44 في المائة.23

وأشار تقييم أجرته الحكومة إلى أن قاطني الأحياء الشعبية ذات المساكن غير النظامية والتي تفتقر للخدمات العامة لديهم تصور إيجابي عن البرنامج. فقد اعتبروه تدبيراً أساسياً تم تنفيذه خلال الفترة الأسوأ من أزمة كوفيد-19. كما أكّدوا أنهم استخدموا النقد لشراء أغذيتهم، وإجراء الإصلاحات العاجلة لمساكنهم، وسداد ديونهم.24

وقد أسفر البرنامج أيضاً عن آثارٍ أخرى غير مقصودة. فقد أجّج نقاشاً وطنياً حول مسألة ضرورة وجود دخل أساسي شامل دائم، بالنظر إلى اتسام اقتصاد البلد بالطابع غير النظامي بدرجة عالية. كما أدى البرنامج إلى اتخاذ تدابير مماثلة في بلدان أخرى في المنطقة. فقد نفذت شيلي، على سبيل المثال، برنامج “دعم الدخل الأسري في حالات الطوارئ” الخاص بها في أيار/مايو2020 .25

المراجع

وسوم