Back to Home العربية
NYU Pathfinders logo
نموذج الرعاية الصحية الأولية: كوستاريكا

"عيادات أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة" تقدم خدمات وقائية وعلاجية وصحية عامة شاملة للمجتمعات في جميع أنحاء كوستاريكا

2 يونيو 2023
تأليف: بولا سيفيلا نونيز
مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك

إن “أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة” (EBAIS) في كوستاريكا هي أفرقة متعددة التخصصات تقدم خدمات صحية شاملة ووقائية في جميع أنحاء البلد. ومنذ عام 1995، سعى نموذج أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة إلى توسيع نطاق توفير الرعاية الأولية للجميع وتحسين النتائج الصحية من خلال التركيز على الوقاية. وقد ثبت أنه يسهم في زيادة متوسط العمر المتوقع والحد من أوجه عدم المساواة الصحية في البلد. وهناك أكثر من 1,000 فريق من أفرقة الرعاية في البلد (نحو فريق واحد لكل 4,000 شخص).1

تنتشر عيادات أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة في جميع أنحاء البلد لتوفير خدمات الرعاية الصحية الأولية للمجتمعات المحلية، مما يضمن حصول جميع سكان كوستاريكا على الرعاية الصحية. ويدير كل عيادة فريق متعدد التخصصات يتألف من ممرضة، ومساعد تقني للرعاية الصحية الأولية (ATAPS)، وكاتب بيانات طبية، وصيدلي. ويقدم الممرضون والأطباء المشورة والعلاج والرصد، ويسهل الصيادلة توفير الأدوية، ويسجل الكتَبة البيانات ويقدمون تقارير عن جودة الرعاية إلى وكالة الضمان الاجتماعي الكوستاريكية (CCSS)، وهي الكيان المسؤول عن البرنامج.2

وتغطي الخدمات التي تقدمها أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة احتياجات مختلفة، بما في ذلك علاج الأمراض، وحملات التطعيم، والكشف عن الفئات المعرضة للخطر ورصدها في جميع الأعمار. وتشارك الأفرقة أيضاً في التوعية والتثقيف بشأن الوقاية من الأمراض، وفي حملات التطعيم، والزيارات المنزلية.

ويكمن مفتاح نجاح نظام أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة في نهجه القائم على المجتمع المحلي، حيث ترصد الأفرقة عن كثب الظروف الصحية في مناطقها.3 إذ يُدرَج جميع مواطني المنطقة المعنية تحت مسؤولية فريق واحد ويحق لهم القيام بزيارة صحية سنوية واحدة أو أكثر حسب حالتهم الصحية. ويؤجَّل سداد مدفوعات الخدمات للمرضى العاطلين عن العمل ريثما يجدون عملاً، وتوفَّر الخدمات بأسعار أقل من سعر السوق لغير المشمولين بالتأمين الصحي.4 ويمكن أن تتولى الأفرقة أيضاً تنسيق الدعم الإضافي من الأخصائيين الاجتماعيين أو الأطباء المتخصصين،5 أما بالنسبة لعلاج الحالات الصحية الأخطر، فيقوم الفريق المعني بإحالة المرضى إلى أقرب مستشفى.6

التنفيذ

جاء نموذج أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة ثمرةً لإصلاح نظام الرعاية الصحية الأولية في كوستاريكا في أوائل تسعينيات القرن العشرين، بعد حالة عدم الرضا عن نظام الرعاية الصحية السابق بسبب عدم كفاءته، وارتفاع تكلفته، وعدم توفره في المناطق النائية.7 وقد أنشئت أول عيادة من عيادات أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة في شباط/فبراير 1995، وركّز تنفيذ العيادات في المراحل الأولى على المناطق الريفية ذات الدخل الأدنى والأقل قدرة على الحصول على خدمات الرعاية الصحية، ثم امتد ليشمل سكان الحضر الأيسر حالاً.

وبلغ عدد أفرقة الرعاية 400 فريقاً بحلول عام 1998 ونحو 900 فريقاً بحلول عام 2005. 8 وفي عام 2016، كان هناك 1,041 فريقاً في جميع أنحاء البلد، وهو ما يعادل فريقاً واحداً لكل 1,000 أسرة أو ما يقرب من 4,000 مريض.

التكلفة

في فترة إصلاحات عام 1995، جمعت كوستاريكا 123 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك 47 مليون دولار من مصرف التنمية للبلدان الأمريكية، وقرض بقيمة 22 مليون دولار أمريكي من البنك الدولي لمدة 17 عاماً، وتمويل إضافي من جهات مانحة أخرى مثل حكومتي إسبانيا والسويد. وتدير وكالة الضمان الاجتماعي الكوستاريكية الصناديق الكوستاريكية التي تُموَّل من مساهمات الموظفين وأرباب العمل والحكومة عن طريق الضريبة على المرتبات. وبحلول عام 2022، بلغت ميزانية الصحة الإجمالية 5,700 مليار كولون كوستاريكي (10.5 مليار دولار أمريكي)، خُصِّص ثلثاها تقريباً لخدمات الرعاية الصحية العامة، ولا سيما أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة.9

التقييم

يُعتبر نظام الرعاية الصحية الأولية في كوستاريكا أحد أفضل النماذج في العالم. ففي السنوات الخمس الأولى فقط، زادت عيادات أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة تغطية الرعاية الصحية من 64 في المائة إلى 79 في المائة،10 وبحلول عام 2017، حصل أكثر من 93 في المائة من سكان كوستاريكا على الرعاية الصحية الأولية .11 كما بينت إحدى الدراسات أيضاً انخفاضاً أكبر في نسبة المجتمعات المحلية التي تعاني من نقص الخدمات (بناءً على المسافة إلى المرافق الطبية ونسبة عدد الأطباء إلى السكان) في المناطق الرائدة في أفرقة الرعاية (من 30 في المائة إلى 22 في المائة) مقارنة بالمناطق التي تم فيها تنفيذ الأفرقة في وقت لاحق (حيث زادت نسبة الناس المعانين من نقص الخدمات زيادةً طفيفةً من 7 في المائة إلى 9 في المائة) في السنوات الخمس الأولى من البرنامج.12 وتشير التقديرات إلى أن نظام أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة يعطي عائداً بنسبة 70 في المائة على استثمارات البنك الدولي.13

وقد ساهم النهج الوقائي لأفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة وشبكة الرعاية الصحية في نجاح كوستاريكا في تحقيق أدنى معدل لوفيات البالغين الناجمة عن الأمراض غير المعدية ضمن الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة الدخل.14 وانخفض معدل الأمراض المعدية من 65 حالة لكل 100,000 شخص إلى 4.2 حالة في السنوات الخمس عشرة الأولى من تنفيذ نظام أفرقة الرعاية.15 ويُعتبر متوسط العمر المتوقع في كوستاريكا، الذي بلغ 79.28 سنة في عام 2020، أعلى من المتوسط في العديد من البلدان الأغنى، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.16 وأسفرت الجهود التي بذلتها أفرقة الرعاية في مجال الفحص والتوعية والتطعيم خلال جائحة كوفيد-19 عن مستويات منخفضة للغاية من الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 في كوستاريكا.17

أما الانتقادات الموجهة إلى نظام أفرقة الرعاية الصحية الأولية المتكاملة فتشمل أثر محدودية ساعات الخدمة اليومية التي تقدمها الأفرقة على السكان العاملين وأوقات الانتظار التي يتزايد طولها للحصول على الخدمات في السنوات الأخيرة.18

معلومات إضافية

ارتفع مؤشر الحصول على الرعاية الصحية وجودتها (HAQ) في كوستاريكا بنسبة 10 في المائة عن عام 1990، ليصل إلى 72.9 في عام 2015 (وهو أعلى بمقدار 11 نقطة من المتوسط في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي).19 واحتل البلد المرتبة 41 الأعلى على مؤشر التغطية الصحية الشاملة في عام 2019. 20

المراجع

وسوم