Back to Home العربية
NYU Pathfinders logo
مركز العدالة المجتمعية: الولايات المتحدة الأميركية

محكمة المجتمع لحل الجرائم البسيطة وتمكين السكان المحليين في بروكلين

6 يونيو 2023
تأليف: Léah Guyot

تأسس مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية) Red Hook Community Justice Center( في عام 2000، وكان أولى المحاكم المجتمعية المتعددة الاختصاصات (أي محكمة يمكنها التعامل مع القضايا الأسرية والمدنية والجنائية) في الولايات المتحدة الأمريكية التي تتَّبع نهجاً لحلِّ المشكلات يفسح المجال أمام سكان جنوب بروكلين للوصول إلى العدالة. فيسهِّل مركز العدالة الوصول إلى العدالة بعرضه القضايا على قاضٍ واحد ليحكم فيها بدلاً من ثلاث محاكم مختلفة، ويتبنى برنامجاً بديلاً لإصدار الأحكام يُركز على المعالجة وليس بالضرورة على العقوبة.

رداً على ارتفاع عدد جرائم المخدرات والسلوك الإجرامي في أحد أحياء بروكلين في مدينة نيويورك (الولايات المتحدة)، أُنشِئ مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية بهدف استعادة التماسك الاجتماعي من خلال الحد من الجرائم وتحسين الثقة في نظام العدالة. وخلافاً لنماذج العدالة النموذجية في الولايات المتحدة، يستخدم المركز نهجاً للعدالة التصالحية والتأهيلية، من خلال مبدأ إصلاح الضرر، بدلاً من إصدار العقوبة. وعلاوةً على ذلك، ومن أجل تبسيط القضايا، تستطيع هذه المحكمة “الشاملة” المتعددة الاختصاصات أن تنظر في جميع القضايا التي تمر عادةً بمحاكم مدنية أو جنائية أو أسرية منفصلة. وتمّ تعيين فريق من مساعدي محامي المقاطعة الذين لديهم معرفة بالمجتمع على وجه التحديد لمركز العدالة.1

يتابع اللاجئون إلى مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية مجموعة متنوِّعة من البرامج صُمِّمت خصيصاً بهدف استعادة السلامة العامة والثقة في نظام العدالة. وفي بعض الحالات، يُجبرونَ على المشاركة في هذه البرامج كجزء من عقوبتهم2 وتشمل هذه البرامج على سبيل المثال:

  • العلاج من المخدرات والخدمات في الموقع التي تضمّ جميع أفراد المجتمع المحلي، وليس فقط أولئك الذين يمرّون عبر نظام المحاكم، بقصد تقليل المشاركة في النظام؛ وخدمات الناجين، بما فيها تقديم المشورة والخدمات الهادفة إلى إدراك تبعات الصدمات.
  • البرنامج الطوعي لصنع السلام الذي يعتمد على النُّهج التقليدية للأميركيين الأصليين والذي يوفر مساحة للمدعى عليهم للاعتراف بالضرر الذي لحق بالضحية والمجتمع واستعادة الثقة ونتائج هذا البرنامج تنتهي غالباً باعتذارات والتزامات بحل النزاعات سلمياً وخطوات هدفها معالجة القضايا الأساسية؛3 والمحكمة المخصَّصة للشباب في مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية تدرِّبهم على حل النزاعات بشكل تصالحي.4
  • مركز موارد الإسكان الذي يقدّم للاجئين إلى مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية المساعدة فيما يتعلق بمسائل الإصلاح، ومتأخرات الإيجار، ودعم قضايا محاكم الإسكان؛ ومنع المشاكل، والعمل مع اللاجئين إلى المركز بهدف تحسين وعيهم بالظروف المعيشية غير الصحية وحقوق السكن العام والموارد التي يوفرها المركز.5
  • برنامج سد الفجوة الذي يجمع بين شباب مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية وضباط الشرطة المحلية بغية محو الصور النمطية وتعزيز التفاعل الإيجابي بين الطرفين.

التنفيذ6

أُنشئ مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية في عام 2000 بعد نجاح محكمة تايمز سكوير (Times Square) الخاصة بالمجتمع المحلّي (التي افتتحت في عام 1993 في وسط مانهاتن Manhattan) وقدَّمت برامج تهدف إلى إعادة التأهيل وليس المعاقبة.7

وبعد فترة وجيزة من افتتاح محكمة تايمز سكوير الخاصّة بالمجتمع المحلي، أعلن المدعي العام في مقاطعة هاينز (Hynes) في عام 1993 عن افتتاح محكمة أخرى في ريد هوك. واستغرق إنشاء مركز العدالة سبع سنوات، عقدت خلالها مجموعات من المتخصِّصين اجتماعات مع سكان ريد هوك هدفها التَّعرف على سكان المنطقة وتحديد احتياجات القاطنين فيها واهتماماتهم. وشُكِّل فريق عمل بتعيين من المجتمع المحلي مهمَّته ضمان مشاركة السكان بجزءٍ من إجراءات التخطيط والتنفيذ مع تقدم مراحل تنفيذ المشروع.

وفي عام 1999، عيَّن مخططو المحكمة في موقع رئاسة لجنة العدالة الجنائية القاضي أليكس كالابريس الذي تقاعد في تشرين الأول/أكتوبر 2022 فتولت المنصب من بعده القاضية شارين هادسن. فتولت المنصب من بعده القاضية شارين هادسن.

والمركز هو نتاج شراكة فريدة بين القطاعين العام والخاص، ضمَّت أطراف من جميع المستويات الحكوميّة، إن على مستوى المقاطعة أو المدينة أو الولاية أو الحكومة الاتحادية.8

التكلفة

تبيِّن المعلومات المالية عن الفترة الممتدة بين الأعوام 1994 و2000 (السنوات التي سبقت افتتاح المركز في نيسان/أبريل 2000) أنَّ ميزانية المشروع الأوَّلية بلغت 35,000 دولار أميركي، قدمتها جهات مانحة ومؤسسات من القطاع الخاص. بتمويل إضافي من مدينة نيويورك وولاية نيويورك ومكتب المساعدة القضائية، ارتفعت الميزانية الإجمالية بسرعة حتى تخطّت 7 مليون دولار أميركي. وتظهر المعلومات الواردة عن عام 2010 أنَّ مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية تلقّى حوالى ثلث تمويل الميزانيَّة من الوكالات الفيدرالية، و40 في المائة منها من وكالات ولاية نيويورك، 21 في المائة من مؤسسة التنمية الاقتصادية في مدينة نيويورك، وحوالى 6 في المائة من المؤسسات الخاصة ومن التبرعات.9

التقييم

في عام 2010، خضع مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية لتقييم مستقل بتمويل من المعهد الوطني للعدالة، وبتنظيم من المركز الوطني لمحاكم الولايات، ومركز المحاكم للابتكار، وكلية جون جاي للعدالة الجنائية.10 وقد أظهر التقييم انخفاضاً في عدد الاعتقالات، وفي معدل العودة إلى الإجرام (أي ميل المجرم المُدان إلى العودة إلى الإجرام)، وفي استخدام عقوبة السجن منذ إنشاء المحكمة.

كذلك تظهر البيانات الصادرة عن مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية أن مركز موارد الإسكان قدم إجراءات ونواتج أفضل. ففي عام 2019، لم يلامس معدل قضايا محكمة الإسكان في مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية التي تلقَّت حكماً غيابياً (قرار محكمة لصالح جانب واحد عندما يفشل الطرف الآخر في المثول أمام المحكمة) 1 في المائة، مقابل 14 في المائة من القضايا المماثلة في محكمة الإسكان في وسط مدينة بروكلين. وفي العام نفسه، بلغت نسبة المستأجرين مقدِّمي الإيداعات إلى محكمة الإسكان في ريد هوك الذين يسعون إلى إصلاحات في وحداتهم 34 في المائة مقابل 7 في المائة فقط من القضايا المماثلة في بروكلين ككل.11

وبيَّن استطلاع شمل المجتمع المحلي في ريد هوك12 في عام 2016 أنَّ موقف غالبية المجيبين على الاستطلاع إيجابيٌّ تجاه مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية، حيث عبَّرت هذه الغالبية العظمى عن فعاليَّة المركز في التعاطي مع الجرائم. فقد وصف معظم المجيبين أنَّ المعاملة التي تلقَّوها في المحكمة كانت عادلة. وهذا المقياس يحظى بأهمّيّة خاصَّة، حيث أظهرت الدراسات أنَّ المتقاضين الذين يشعرون أن عقوبتهم كانت عادلة هم أكثر ميلاً للامتثال للعقوبات التي تفرضها المحكمة والالتزام بالقانون في المستقبل.13

لقد أصبح مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية نموذجاً دولياً لإصلاح نظم العدالة، فدعاة إصلاح العدالة وأسس العدل التي تركز على الناس يشيدون به في غالب الحالات.14 وقد ألهم مشاريع مماثلة في مدن وبلدان أخرى، مثل مركز عدالة الجوار في أستراليا،15 أو محكمة وسط مدينة المجتمع المحلي في فانكوفر، في كندا.16

معلومات إضافية

يشدّد قضاة المحكمة على رصد الامتثال للعقوبات المفروضة باعتمادهم أحدث التقنيات.17

وتظهر البيانات التي نتجت عن تعداد عام 1990 أنّ معظم الملتجئين إلى مركز ريد هوك للعدالة المجتمعية كانوا من السود واللاتينيين الذين يقل متوسِّط دخلهم عن دخل سائر سكان مدينة نيويورك.18

المراجع

وسوم